أنا بنت عمري 24 أعاني من العنف الأسري والتسلط والاضطهاد من قبل أخي الوحيد والدي متوفي وأمي تعاني من اكتئاب مزمن..
أرى في نفسي انسانه جميله ومثقفه ولكن ظروفي الاسريه والاضطهاد الذي أعيشه جعل مني حطام إنسانه! بدأت أحلامي تذبل وتتلاشى افتقد للحب والحنان والشعور بالأمان ظروفي الأسريه سببت لي اكتئاب نفسي وانهيارات عصبيه..
في البدايه أبديت رغبتي في الارتباط بشخص غير سعودي وهو ما اثار المشكله منعت من الخروج من المنزل ومن الصديقات واخي يقوم بمراقبتي داخل البيت فلماذا كل هذا التعذيب النفسي
قررت الانتحار قبل سنتين بعد ماتعرضت للضرب بطريقه وحشيه من قبل أخي وفقدت الأمل في كل شيء ولم يكن هناك من يدافع عني ولكن كتبت لي الحياه التعيسه من جديد ولازال التعذيب النفسي مستمر..
أريد انقاذ نفسي وصحتي قبل لا أفقدها اريد المساعده من جمعية حقوق الانسان بما اني اعيش في مجتمع مسلم والإسلام أوصى بالمرأة! كرهت كل رجال الكون ولم أعد ارغب في الارتباط
وصلت لمرحله لم أعد أستطيع فيها التعبير عن ألمي ومعاناتي لا أعلم مالذنب الذي اقترفته لأتعاقب عليه بهذه البشاعه هل نظرة المجتمع والخوف من كلام الناس تجعلهم يحطمون كياني! فكرة الهروب من المنزل تراودني كثيرا أريد حلا
الأخت الكريمة جمانه:
أسعد الله جميع أوقاتك بالخير والمسرات.
قرأت موضوعك كثيرا وبكل أمانة أجدك مشتركه بما أنت فيه من معاناة ..
أن طبيعة مجتمعنا السعودي تكاد ترفض الارتباط بغير السعودي وذلك لان عاداته وتقاليده سهل الانسجام معها والتكيف داخلها حتى وان كان هناك بعض الاختلافات البسيطة بين مناطق المملكة فيها ..
ثم انك أختي الكريمة جمانة تعلمين رد فعل الأسرة حينما تعلن الفتاة رغبتها بالزواج وخاصة إذا كان هذا الزواج من رجل غير سعودي لأنه في الغالب تجدين الأسرة يفسرون هذه الرغبة بأنها نتاج ارتباط عاطفي أي يتهمون من تعلن ذلك بأنها على علاقة غير شرعية مع رجل غير سعودي ..
اعلم أن هذا اتهام قد يكون ظالم ولكني اعتقد انه سر تحول علاقتك بأهلك وتحديدا بأخيك إلى هذا الوضع الذي تعيشينه وتعانينه الآن ، ولذا قلت في بداية هذا الرد بأنك مشتركة بالمعاناة التي تعيشينها .
أختي الكريمة جمانة ..
حاولي إعادة بناء ثقة أهلك بك مجددا من خلال التعامل معهم وطاعتهم والتعبير باستمرار عن اعتزازك بثقافة المجتمع وتقاليده بالشكل الذي يمنحهم الثقة بك مجددا وفي نفس الوقت اعلمي ان الله تعالى لو كشف لك ما يخصك من الغيب قد تختاري الوضع الذي أنت عليه الآن .. لذا أحسني الظن بالله تعالى وأن الخيرة ما اختارها الله تعالى ..
وأخيرا حاولي إشغال وقت فراغك في أي شيء كحفظ القران الكريم أو بعض السور كسورة الملك ..
فالقرآن سوف يعزز ثقتك بالله تعالى ومن ثم ثقتك بنفسك ويجعلك تستعيذي من الشيطان الرجيم الذي يوسوس لك بالانتحار أو الهرب والتي هي سلوكيات شيطانية لا يقدم عليها من يخاف الله تعالى وعقابه بالدنيا والآخرة ...
ختاما أتمنى لك التوفيق في زوج يعوضك بعد الله تعالى خير .
الكاتب: د. صالح بن عبد الله العقيل
المصدر: موقع المستشار